الحديث عن سد النهضة لا ينتهي، وكما تتحدث عنه الحكومات، فالمواطنون أيضًا يتابعون بكل شغف واهتمام ما سوف تؤول عنه المفاوضات فضلا عن انعكاسات السد على حياتهم وأمنهم المائي.
تطورات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي
أعلنت مصر منذ أيام، إنهاء المسار التفاوضي، مع إثيوبيا بشأن مفاوضات ملء وتشغيل سد النهضة، بعد أن وصلت إلى طريق مسدود بين البلدين.
وأخذ التطورات الخاصة بملف سد النهضة، حيزا كبيرا من اهتمامات المصريين في الآونة الأخيرة، خاصة بعد البيان الصادر من وزارة الري والموارد المائية المصرية الأيام الماضية وانتهاء المفاوضات مع الجانب الإثيوبي.
وشددت الدولة المصرية، على أن إثيوبيا تعمدت المراوغة في المفاوضات طيلة 11 عاما، دون الوصول إلى نتيجة مملوسة، والتأكيد أن مصر لم تقف ضد تنمية الجانب الإثيوبي.
في السياق ذاته، تحدث الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن التطورات الأخيرة في ملف سد النهضة، بين مصر والسودان وإثيوبيا إلى طريق مسدود.
وأشار شراقي، في تصريحات تليفزيونية، إلى أن عدم وقوع ضرر جسيم من سد النهضة ووجود مخزون مياه مطمئن أمام السد العالي أمر باعث على تعامل الدولة المصرية بنوع من ضبط النفس وعدم اللجوء للتصعيد، مبينا أن تخزين إثيوبيا للمياه خطر عليها، وحجز 74 مليار متر مكعب على فالق أرضي يستلزم خلق رأي عام دولي لإبراز خطورته.
وأضاف أن الشعب الإثيوبى يتساءل أين كهرباء السد، والحكومة الإثيوبية في مأزق شديد، وبالتالى من مصلحتها تصعيد الأمر مع مصر حاليًا، موجها رسالة طمأنة للشعب المصري.
وتابع العالم المصري، في رسالة للشعب المصري: “اطمئنوا.. الوضع الجيولوجي في إثيوبيا لا يسمح بتخزين المياه وراء سد النهضة أو إعادة استخدامها.. إثيوبيا تمر بأوضاع اقتصادية متدهورة للغاية وما تم إنفاقه على السد حتى الآن 8 مليارات دولار، وهذا رقم ضخم للغاية، وخاصة أن المخطط كان 4.7 مليار دولار فقط.. مسارات التفاوض مع إثيوبيا لم تنته، ومن الممكن في المستقبل أن تعود المفاوضات مجددًا، خاصة أنها تجددت 6 مرات”.
كما أكد العالم الجيولوجي، أن سد النهضة حاليًا وصل من الناحية الخرسانية إلى أكثر من 95%، ويتبقى تعلية الممر الأوسط، بعد اكتمال الجانبين الأيمن والأيسر، ولكن كهربائيًا وصل لـ60% فقط.، لافتا إلى أنه حاليا الكهرباء المولدة من السد ضعيفة وتكاد تكون غير مؤثرة، قائلا: “إثيوبيا لا تستطيع تمرير أكثر من 70 مليون متر يوميا بعد تعلية الممر الأوسط، ومستقبلا سيتلقص هذا الرقم، وفي حال قامت بفتح كل التوربينات ستتعرض السودان للغرق”.
وأعلنت وزارة الموارد المائية والرى، أنه وعلى مدار سنوات التفاوض الطويلة كان هناك تهرب إثيوبي من التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة، وإن إثيوبيا كانت تقوم بشكل متواصل بالمراوغة وإهدار الوقت لعدم التوصل لاتفاق ملزم.
وأوضحت الوزارة، أن هذا ما دفع الدولة المصرية لإنهاء المسار التفاوضي مع إثيوبيا في ظل حالة من المراوغة المستمرة من إثيوبيا والرفض الإثيوبي للوصول إلى اتفاق على مدى سنوات طويلة.