أوضحت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أن منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تواجه تحديات هيكلية متعددة تتصل بالأمن الغذائي والتغذية، وتعاني المنطقة من محدودية الأراضي والموارد المائية ونمو سكاني متسارع، مما يجعلها تعتمد بشكل كبير على التجارة وأسواق السلع الأساسية الدولية.
و تعد حصة الفرد من موارد المياه العذبة المتاحة في المنطقة العربية هي الأدنى على مستوى العالم، ويبلغ متوسط الأراضي الصالحة للزراعة كنسبة مئوية من إجمالي مساحة الأراضي 7.23%، وهو أقل من المتوسط العالمي البالغ 10.65%، وعلى مدى العقد الماضي، بلغ متوسط معدل النمو السكاني السنوي في المنطقة العربية 2.29% وهو ضعف المتوسط العالمي تقريبا.
وأضافت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في تقرير لها، أن الاعتماد الكبير على الواردات أدى إلى جعل المنطقة عرضة لصدمات العرض وتضخم الأسعار في أسواق السلع الأساسية الدولية، وتعد جائحة كوفيد-19 والأزمة في أوكرانيا أمثلة على كيفية تأثير الانقطاع المفاجئ لسلاسل التوريد على إمدادات وأسعار الحبوب والأسمدة والطاقة وكيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في المنطقة.
واستجابت بلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا للتحديات التي فرضتها جائحة كوفيد 19 من خلال طرح حزم تحفيز اقتصادية تستهدف المستهلكين والمنتجين، وفرض حظر مؤقت على الصادرات، وخفض أو إلغاء التعريفات الجمركية على الواردات الغذائية.
وأشارت منظمة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية إلى أن الأزمة في أوكرانيا تشكل تحديًا خطيرًا آخرا للمنطقة التي تعتمد بشكل كبير على استيراد المواد الغذائية والأسمدة من الاتحاد الروسي وأوكرانيا، بما في ذلك القمح كغذاء أساسي، فبسبب الأزمة، وصلت أسعار الغذاء والطاقة والأسمدة إلى مستويات قياسية، ما أدى إلى زيادة فواتير الاستيراد وزيادة الضغط على الاحتياطيات الأجنبية لمعظم الدول العربية المستوردة للغذاء، وبالتالي على أسعار الصرف.