رأت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أن الوقت حان لإعادة تفكير الولايات المتحدة في نهجها لمكافحة الإرهاب في أفريقيا والذي وصفته بـ”الفاشل”، داعية إلى استبداله بخطة تعتمد سياسة “الحكم الرشيد”.
وأشارت المجلة -في تقرير لها عشية انطلاق القمة الأمريكية الأفريقية بواشنطن- إلى أن استراتيجية الولايات المتحدة باءت بالفشل منذ عقود، حيث أنفقت والمجتمع الدولي مليارات الدولارات لمكافحة الإرهاب في القارة السمراء ولكن النتائج خيبت الآمال المنشودة، فزاد العنف في أفريقيا بنسبة 300% خلال العقد الماضي وتضاعفت أحداثه منذ 2019، ما أضر بالجهود المبذولة لمعالجة أزمة المناخ وانعدام الأمن الغذائي واحتياجات التعليم والفقر.
كما رأت المجلة الأمريكية أن واشنطن تحتاج أيضا التفكير بشكل استراتيجي حول كيفية الرد على الاستثمارات الصينية المتزايدة والعمليات الروسية شبه العسكرية الأخيرة في أفريقيا. فكلاهما يشكل تحديات لأهداف الولايات المتحدة طويلة الأجل، حيث تكمن القوة الحقيقية للولايات المتحدة في قدرتها على بناء تحالفات دولية تعزز أهدافها، مشيرة إلى أن “مفتاح نفوذها هو الحفاظ على سمعتها كمدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان”.
وأضافت: “يجب ألا تفترض واشنطن أن أي توقف مؤقت في مبيعات الأسلحة إلى البلدان الأفريقية سيؤدي تلقائيا إلى ملء روسيا أو الصين للفراغ أو أن هذين البلدين يمكنهما توفير بديل فعال للشراكة الأمريكية، حيث يفضل البلدان المستوردة التزامها بأشياء مثل التدريب والصيانة التي تأتي مع شراء تلك الأسلحة. وهو ما يجب أن تستخدمه الولايات المتحدة كوسيلة للضغط من أجل أولوياتها”، على حد تعبيرها.
واعتبرت المجلة أن سوء الحكم يعد عاملا رئيسيا في تمكين التطرف الشديد في أفريقيا وحول العالم، حيث يتجذر التطرف بسهولة وسط تهميش المواطنين ومحدودية الخدمات الحكومية وتفشي الفساد.
ونوهت بأنه وفقا لأبحاث أممية، تتطلب معالجة الصراعات وتقليل مخاطر وحالات التطرف والإرهاب التركيز على الحوكمة والاستثمار فيها، وهو ما يطلق عليه سياسة “الحكم الرشيد”، وذلك ببناء الثقة بين الدولة والمجتمعات المهمشة، ومكافحة الفساد، وضمان العدالة وشعور المواطنين بالمساواة بموجب القانون.