استشهاد فتاة فلسطينية برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين أنه قتل “بإطلاق نار غير مقصود” فتاة فلسطينية خلال عملية عسكرية في مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة حيث قُتل في الأشهر الأخيرة عشرات الفلسطينيين بينهم مقاتلون محليون.

وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت الوزارة في بيان مقتضب استشهاد “الطفلة جنى مجدي عصام زكارنة 16 عاماً بعد إصابتها برصاصة في الرأس أطلقها عليها جنود الاحتلال خلال اقتحام مدينة جنين”.

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه خلال عملية في وقت متأخر من ليل الأحد لإلقاء القبض على ثلاثة أشخاص “يُشتبه في تورطهم في قضايا إرهاب”، تعرضت قواته لإطلاق نار ومتفجرات، ورد الجنود بالذخيرة الحية تجاه المسلحين”.

وأوضح جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أن الفتاة “أصيبت بإطلاق نار غير مقصود استهدف مسلحين على سطح في المنطقة” مضيفا أن أي جندي لم يصب.

وقال أقاربها لوكالة فرانس برس إن جنى زكارنة كانت لوحدها على سطح منزلها في ساعة متأخرة من مساء الأحد عندما استهدفها قناص إسرائيلي كان متمركزا في مبنى فارغ.

وروى خال الفتاة ياسر محمود زكارنة (28 سنة) إن “جنى صعدت (على السطح) لجلب قطتها ولم تعد، لذلك صعد شقيقها وفتح الباب ووجدها ملقاة هنا على ظهرها”.

وأوضح لوكالة فرانس برس أن جنى “أصيبت بأربع رصاصات قاتلة، في الرأس والوجه ومرتين في الصدر. لقد قتلوا طفولة بالفعل”.

وشاهد فريق فرانس برس قطة بيضاء تسير على السطح حيث كان بالإمكان رؤية بركة من الدمّ وشريط أصفر يشير إلى ما قالت عائلة زكارنة، إنها ثقوب الرصاص.

وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني أن ثلاثة فلسطينيين آخرين أصيبوا بجروح مختلفة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العملية.

احتلت إسرائيل في يونيو 1967 الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة.

حداد

وعم الحداد في أرجاء مدينة جنين وشُيّع جثمان الفتاة عصر الاثنين، بعدما جرى تشريح جثتها في مدينة نابلس. ووضعت أغصان الزيتون على جثمانها الذي لُفّ بالعلم الفلسطيني.

وشارك مسلحون مقنعون في الجنازة واطلقوا العيارات النارية في الهواء وحملوا رايات حركة فتح وهتفوا “بالروح بالدم نفديك يا شهيد”.

وتزامن استشهاد الفتاة مع زيارة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح فيرجينيا غامبا التي بدأت زيارتها في الأراضي الفلسطينية وتشمل الجولة الضفة الغربية وقطاع غزة.

سلم وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينيين رياض المالكي تقريرًا مفصلاً لغامبا مشيرًا “إلى أن قوات الاحتلال أعدمت أكثر من 52 طفلاً منذ بداية العام، بعضهم قُتل برصاص جيش الاحتلال، وآخرون نتيجة اعتداءات نفذها المستوطنون، أو نتيجة حرمانهم من العلاج”.

دعا رئيس الوزراء محمد اشتية، المبعوثة غامبا “للتحقيق في جرائم الاحتلال ووضع إسرائيل على القائمة السوداء”.

أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الاثنين عن أسفه لمقتل الفتاة جنى مؤكدًا “أن الحادثة قيد التحقيق”.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات عسكرية في مدينة جنين منذ بداية العام الحالي تستهدف مجموعات مسلحة يتهمها بتنفيذ أو الاعداد لعمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، خصوصًا بعد قيام فلسطينيين بتنفيذ هجمات أدت إلى مقتل إسرائيليين داخل إسرائيل.

استشهد أكثر من 40 فلسطينياً في منطقة جنين خلال عمليات للقوات الإسرائيلية، من بينهم مسلّحون وأطفال لا يتجاوز عمر أحدهم 12 عاماً والصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة.

في أعقاب اعتداءات دامية استهدفت إسرائيليين في الربيع، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ألفي عملية أمنية في الضفّة الغربية، لا سيما في منطقتي جنين ونابلس.

واستشهد ما لا يقل عن 150 فلسطينياً وقتل 26 إسرائيلياً هذا العام في جميع أنحاء الضفة الغربية وإسرائيل ومدينة القدس التي احتلت إسرائيل شطرها الشرقي وأعلنت ضمه.

اقرأ من المصدر الرسمي