وعن ذلك، قالت إيرينا، السيدة المتقاعدة التي تعيش في ضواحي مدينة إيزيوم، “إن الجو يزداد برودة كل ليلة حتى أني لا أرغب في معرفة ما تحمله الأيام المقبلة؟”
وتعيش إيرينا في شقة في بناية مؤلفة من ستة طوابق تعود للحقبة السوفيتية، فيما قالت إن المبنى أصيب عدة مرات بنيران المدفعية منذ بداية الحرب، ما دفع جميع السكان إلى مغادرة المبنى، لكنها اضطرت إلى البقاء رغم خطورة الأمر.
وتساءلت “أين يمكنني أن أذهب؟”، مضيفة “أحتاج على الأقل إلى سيارة للمغادرة وبعض الأموال. لا يستطيع غالبية كبار السن المغادرة فضلا أنه من المؤكد أن المنازل سوف تتعرض للسرقة إذا غادر الجميع”.
وقد أنفقت إيرينا ما تبقى معها من أموال على شراء نوافذ جديدة للشقة التي تعيش فيها بعد أن دمر الضغط الناجم على الانفجارات كافة النوافذ.
وقد أدى القصف إلى تدمير منظومة التدفئة المركزية للمبنى الشهر الماضي فيما قدم متطوعون لإيرينا مدفأة كهربائية يمكنها استخدامها خلال الشتاء، بيد أن هذه المدفأة لا يمكنها تدفئة شقتها بالكامل.
يشار إلى أن روسيا ضاعفت استهدافها مرافق البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، حيث أصبح انقطاع التيار الكهربائي أمرا شائعا بشكل متزايد في مناطق كثيرة من البلاد.
وبنبرة يعتصرها الأسى، قالت إيرينا “لم يكن لدينا كهرباء لمدة يومين. ليس لدينا أي خيار سوى ارتداء الكثير من الملابس في ظل هذا الطقس البارد واستخدام ما تبقى من الغاز لصنع بعض الشاي الساخن”.
كبار السن لن يغادرون
ويعد كبار السن من الفئات التي تواجه مخاطر كبيرة في العيش في المناطق القريبة من جبهات القتال مع انخفاض درجات الحرارة.
ورغم ذلك، لا يرغب الكثير منهم في المغادرة حتى لو كان لديهم أقارب قد يساعدوهم على الإخلاء أو نقلهم إلى مناطق أكثر أمنا.
وكانت من بين هؤلاء والدة أوكسانا ميلنيك، التي كانت تعيش حتى وقت قريب في قرية متاخمة لمنطقة تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا.
فعلى مدار الأسابيع الماضية، سعت أوكسانا إلى إقناع والدتها ذات السبعين عاما بضرورة مغادرة القرية، خاصة مع تصاعد وتيرة المعارك وقرب فصل الشتاء، بيد أن محاولتها باءت بالفشل إذ أصرت والدتها بداية على البقاء.