أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن برلين لا تزال مستعدة للمشاركة في مهام السلام التابعة للأمم المتحدة.
يأتي ذلك بعد أن انتهى اجتماع لكبار الساسة في الحكومة الألمانية برئاسة المستشار أولاف شولتس، مساء أمس الثلاثاء، إلى قرار بسحب القوات الألمانية المشاركة في “بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي” (مينوسما)، بحلول مايو 2024، على أقصى تقدير.
وخلال مناقشة موازنة وزارة الخارجية في البرلمان الألماني، أكدت الوزيرة، التي تنتمي لحزب الخضر، إمكانية الاعتماد على ألمانيا، وقالت إن “بعثات السلام الأممية ستظل مكونا محوريا في سياستنا الخارجية والتنموية والأمنية”.
وأضافت بيربوك أن “مهام حفظ السلام الأممية تخدم أمننا أيضا” مشيرة إلى تعاون ألمانيا مع شركاء دوليين بإعادة تنظيم مشاركتها في منطقة الساحل الأفريقي المنكوبة بالأزمات.
ويشارك الجيش الألماني في الوقت الراهن بنحو 1200 جندي في مهمة مينوسما في مالي والتي تعد حاليا أكبر مهمة خارجية له؛ وجاء قرار الانسحاب أمس بعد خلاف طويل مع الحكام العسكريين في مالي.
وأعربت بيربوك، التي طالما دعت إلى استمرار مهمة الجيش، عن تأييدها لقرار الحكومة الصادر أمس، ودافعت عن امتداد فترة الانسحاب حتى مايو 2024 واعتبرته إجراء منظما وموثوقا بالنسبة للشركاء.
ورأت الوزيرة أن الانسحاب “المتسرع” من شأنه أن يكون “نقيض السياسة الخارجية المسؤولة ومحل الثقة”، قائلة إنه لهذا السبب، ستقترح الحكومة الألمانية على وجه الخصوص متابعة الانتخابات في مالي والتي كانت طالبت بها مرارا والمزمع إجراؤها في ربيع 2024.
وأعربت بيربوك عن اعتقادها بأن الأمن في منطقة الساحل الأفريقي يعني الأمن المرتبط شبكيا، مضيفة أن دولا مثل النيجر أو غانا أو كينيا كانت قد حثت بشكل مكثف على بقاء ألمانيا في المنطقة.
وقالت الوزيرة الألمانية إن “التيارات الإرهابية” تعول على قدرتها على تجنيد أنصار في حال لم يحرز العمل في مجال التعليم أو المناخ أي تقدم “ولذلك فإن من المهم بالنسبة لنا أن نفكر في هذا النهج الشبكي معا حتى لو كان الأمر صعبا عندنا وحتى مع استمرار التضخم في الارتفاع عندنا”.